واستمر كذلك حتى انقضى الحج من سنة سبعمائة وإحدى وستين ، ثم قامت فتنة بين بني حسن (١) والعسكر الذين وصلوا من مصر والشام ، وكان الظفر للأشراف ، وأخرجوا العسكر من مكة ، وكان محمد بن عطيفة قد تأخر عن نصرة العسكر ، فخرج عن مكة ، وأتى ثقبة مكة وشارك أخاه في الأمر ، ثم أتى عجلان من مصر متوليا عوضا عن ثقبة في الإمارة ، وأشرك معه ابنه أحمد بن عجلان (٢) ، فبلغت شهاب الدين أبا سليمان فجعل له ربع الحاصل ، ثم جعل له ربعا آخر ، ثم ترك له الإمارة على أن لا يسقط اسمه من الخطبة والتعريف على زمزم بعد المغرب ، فوفى له ابنه أحمد بذلك حتى توفي السيد عجلان في جماد الآخر سنة [سبع](٣) وسبعين وسبعمائة بمكة.
وفي إنباء الغمر للحافظ ابن حجر (٤) : كان عجلان ذا عقل ومروءة وشهامة (٥) ، اقتنى من العقار والعبيد [شيئا كثيرا](٦) ، وكان يحترم أهل السّنّة ويراعى الرعية ، وفي أيامه عوّض عن المكس الذي كان يأخذه من المأكولات بمكة ألف إردب قمح تحمل إليه من مصر. انتهى.
__________________
(١) بنو حسن : هم عقب الحسن بن أبي نمي الثاني ، وهم أكثر النمويين عددا وأبعدهم ذكرا.
انتشر أفراد هذا العقب بين الحجاز ونجد ، فمنهم في مكة وضواحيها والطائف وتربة الخرمية والخرمة ورنية (انظر : قبائل الطائف وأشراف الحجاز ص : ٤٤ ـ ٤٥).
(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٥١) ، وغاية المرام (٢ / ١٨١) ، والعقد الثمين (٣ / ٥٥) ، والدليل الشافي (١ / ٥٩) ، وإنباء الغمر (١ / ٣٢٠) ، ونزهة النفوس (١ / ١٤٦) ، والمنهل الصافي (١ / ٣٨٩) ، والعقود اللؤلؤية (٢ / ١٨٧) ، والدرر الكامنة (١ / ٢٠٢) ، وخلاصة الكلام (٣٣ ـ ٣٤) ، والأعلام (١ / ١٦٨).
(٣) في الأصل : سبعة.
(٤) إنباء الغمر (١ / ١١٥).
(٥) في الأصل : وشهام.
(٦) في الأصل : شيء كثير.