حضر إلى الحج المقر البدري بن مزعر صاحب ديوان الإنشاء بمصر عام تسعمائة وأربعة ، فحصل منه ما أوجب الفتنة ، ووقعت خطوب وأهوال لا خير في ذكرها ، ثم زالت بعناية الله ، ولم يزل الأمر إلى أن وقعت كائنة سنة تسعمائة [وست](١).
ثم تولى أخوه الشريف هزاع بن محمد وذلك بإعانة أمير الحاج ، ثم عاد الشريف المشار إليه بعد توجه الحج في أثناء تسعمائة وسبعة واستولى على مكة ، ثم وقعت كائنة بالينبع نهب فيها الحج المصري.
ثم تولى أخوه جازان ، ثم رجع إلى ولاية مكة الشريف المشار إليه ، واستقر فيها إلى أن توجه إلى القاهرة للملك الأشرف قانصوه الغوري في موسم تسعمائة وثمانية ، وحصل له خير من السلطان ، ثم استولى على مكة ثانيا جازان ، ولم يزل بها إلى أن قتل في رجب.
ثم حميضة ، واستمر مقيما بها إلى أن وصل مولانا المشار إليه في موسم تسعمائة وتسعة والشريف حميضة واليا على مكة والأحوال غير منتظمة ، ثم ورد الأمر بتفويض أمر مكة إلى الشريف بركات يختار نفسه أو غيره ممن يرضى لنفسه ، فما رضيها لنفسه لانخرام النظام ، فاختار تقديم أخيه قايتباي في أمر مكة ، وجعل معه الشريف علي بن بركات نائبا عنه ، وسار يدبر الأمور بنفسه ، ولما توفي ولده السيد علي استقر عوضه في النيابة الشريف محمد الشافعي ، وإنما قيل له الشافعي ؛ لأنه ولد بمصر فسمّي بالشافعي ، تبركا باسم الإمام الشافعي ، واستمر الشافعي إلى أن توفي.
__________________
(١) في الأصل : وستة.