واستمر الشريف محسن مشاركا على صدق الكلمة والنصح ، والمساعدة في الأحوال ، ونافره بنو أخيه عبد المطلب بن حسن لأمر ، فقام الشريف ولم يتم لهم ذلك (١) ، ودخلوا في الطاعة وطابت نفوسهم ، وتوغل الشريف إدريس والشريف محسن في الشرق ، [ووصلا](٢) إلى قرب الحسا ، واجتمعا ودخلا الحسا ، وضربت خيامهم قبالة الباب القبلي من سور الأحساء ، وأكرمهم صاحبها علي باشا ، وأقاما نحو ثمانية أيام ، ولم يتفق لأحد من أشراف مكة المتولين من القتاديين دخول الأحساء كما اتفق لهذين الشريفين ، ثم وقع بين الشريفين إدريس ومحسن تنافر بسبب خدام الشريف إدريس وتجاوزهم في التعدي ، وعمّت البلوى بما يصدر منهم من الأمور القبيحة خصوصا من وزيره أحمد ، وحصل بينهم شيء مما يطول شرحه مذكور في خلاصة الأثر.
ثم اتفق الحال من أهل الحال والعقد وكل من ينتظم في هذا العقد من الأشراف والعلماء وجزموا برفع الشريف إدريس ، وأن يستقل الشريف محسن بالأمر ، ويكون الكف عن المحاربة ستة أشهر ، منها ثلاثة يكون الشريف إدريس بالبلد وثلاثة بالبر ، واتفق الحال ، ودعا الخطيب للشريف محسن يوم الجمعة بمفرده ، وخرج إدريس من مكة وتوفي سابع عشر جماد الآخر سنة ألف [وأربع](٣) وثلاثين عند جبل شنبر (٤) ، ودفن في محل يقال له : يا طب ، ومدة ولايته إحدى وعشرين سنة ونصف. انتهى (٥).
__________________
(١) في خلاصة الأثر : فقام الشريف محسن في موافقتهم له فتم ذلك.
(٢) في الأصل : ووصل. والمثبت من خلاصة الأثر.
(٣) في الأصل : وأربعة.
(٤) في خلاصة الأثر : شبر.
(٥) خلاصة الأثر (١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٤).