ثم استقل بسلطنة مكة والحجاز وما والاه : الشريف محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نمي. كان من أمره أنه نشأ في كفالة أبيه وجده. ولما تولى عمه أبو طالب إمارة مكة أحله محل ولده إلى أن مات عمه فشاركه (١) عمه إدريس في إمارة مكة ، ولبس الخلعة الثانية ودعي له في الخطبة ، وعقد له لواء الإمارة ، ووردت الأوامر السلطانية برسمه إلى أن أذن الله له بالاستقلال بولاية الحجاز ، وجرى بينه وبين عمه إدريس [حال](٢) أدى [إلى](٣) قيامه عليه ، وبايعه جميع الأشراف على ذلك ، وخلع عمه الشريف إدريس ، واستقر الأمر لصاحب الترجمة سادس ربيع الأول سنة [أربع](٤) وثلاثين وألف ، وأتته الأوامر السلطانية ، وبقي الشريف محسن تستظل الرعايا تحت ظل أمانه ، فنشر كلا في مدحه وخدمته جماعة من أهل العلم والأدب ، ونالوا عنده أعلا المنازل ، منهم : الشيخ أحمد باكثير صنع له تاريخا سماه : «وسيلة المآل في عد مناقب الآل» ، ومنهم الشيخ عبد الرحمن المرشدي ، والشيخ عبد القادر الطبري ، وتاج الدين المالكي ، والإمام زين العابدين عبد القادر الطبري.
وكانت وفاة الشريف محسن بصنعاء بسبب أمور حصلت بينه وبين قانصوه باشا اليمن ، فخرج من مكة ووصل إلى صنعاء ، وتوفي في رمضان سنة [ثمان](٥) وثلاثين وألف ، وله ترجمة طويلة مذكورة في خلاصة
__________________
(١) في خلاصة الأثر : فشارك.
(٢) في الأصل : حالا. والتصويب من خلاصة الأثر.
(٣) في الأصل : على. والتصويب من ب.
(٤) في الأصل : أربعة.
(٥) في الأصل : ثمانية.