قانصوه إلى سفر اليمن وقدم ثقله ، ولم يبق إلا مخيمه وخيام العسكر ، فأشار قانصوه إلى شخص يتعاطى خدمته من أبناء الطواف يسمى محمد [المياس](١) أن يحسن إلى الشريف أحمد الوصول إلى قانصوه للوداع ففعل ، وذهب إلى الشريف أحمد وحسن له ذلك ، وكان ذلك يوم السبت رابع عشر صفر ، فلما كانت ليلة الأحد خامس عشرة صفر سنة [تسع](٢) وثلاثين بعد الألف ركب الشريف أحمد وصحبه بعض الأشراف ، فلما وصلوا تحادثا مليا ، فلما كانت الساعة الخامسة من الليل قبض على الجميع ، وقتل الشريف أحمد ، فتحركت عساكره فأظهره لهم مقتولا ، ونشر العلم ونودي : المطيع إلى السلطان يدخل تحت العلم ، فوقفت العساكر وخلع على الشريف مسعود بن إدريس.
وكانت ولاية الشريف أحمد سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية عشر يوما. انتهى (٣).
ثم استولى الشريف مسعود بن إدريس بن الحسن بن أبي نمي. كان من أمره أنه نشأ في كفالة أبيه الشريف إدريس ، ووقعت له حروب مع ابن عمه الشريف محسن بن حسن ، وفي بعضها أرسل الشريف محسن ولده [محمدا](٤) فظفر بالشريف مسعود واستولى عليه ، ثم بعد ذلك خمدت الفتنة. وكان في الجملة من أجود الأشراف ، ورخصت في زمنه الأسعار ، ووقع السيل المشهور الذي وقع منه البيت الحرام ، وبقي أمر العمارة إلى
__________________
(١) في الأصل : إلياس. والتصويب من خلاصة الأثر.
(٢) في الأصل : تسعة.
(٣) خلاصة الأثر (١ / ٢٣٩ ـ ٢٤١).
(٤) في الأصل : محمد. والتصويب من خلاصة الأثر.