عبادة ربه إلى أن توفي ليلة الجمعة عاشر جماد الآخر من السنة المذكورة ، وكانت ولايته تسعة أشهر وثلاثة أيام (١).
وفي مدته كانت عمارة البيت الحرام ، وخلف عشرة بنين وهم : محمد ، وأحمد ، وحمود ، وحسين ، وهاشم ، وثقبة ، وزامل ، ومبارك ، وحامد ، وزين العابدين. طرح الله البركة في هذه الذرية ، لا زال مجدهم مكين وفخارهم في عز وتمكين ، وهم يلقبون بالعبادلة وبذوي عبد الله ، فأنعم بهم من سادات أجلة. انتهى.
ثم وليها الشريف محمد بن عبد الله بن حسن بن أبي نمي ، كان سيدا شجاعا ، مقدما ، رئيسا ، ولّاه والده الشريف عبد الله مكة في حياته ، وأشرك معه الشريف زيد بن محسن غرة صفر سنة ألف [وإحدى](٢) وأربعين ، وخطب لهما على المنابر إلى شعبان من السنة المذكورة ، فوصلت الأتراك من اليمن ـ وقصتهم مذكورة ستأتي في ترجمة الشريف زيد ـ فوقع اللقاء بين السادة الأشراف وبين الأتراك فحصلت ملحمة عظيمة وقتال شديد ، وقتل صاحب الترجمة وجماعة من الأشراف ، وتوجه بقية الأشراف إلى وادي مرّ ، ودخلت الأتراك مكة ، ونودي بالبلد للشريف نامي بن عبد المطلب ، وكان دخولهم من جهة بركة ماجن ، فتعبت الناس أشد تعب ، وحصل الخوف الشديد ، وتسلطت العساكر على الناس وأزعجوهم [نهبا وفسقا](٣) وظلما ، وحمل صاحب الترجمة ذلك اليوم ودفن بالمعلا بمقابر
__________________
(١) خلاصة الأثر (٣ / ٣٨ ـ ٣٩).
(٢) في الأصل : وأحد.
(٣) في الأصل : بها فسقا. والتصويب من خلاصة الأثر.