قلت : جميع الأشراف [بمكة](١) وما حولها الآن أهل سنة وجماعة ، وفيهم من هو على مذهب أبي حنيفة ، وفيهم من هو الشافعي المذهب ولله الحمد ، وقد استفاض على ألسنة الناس أنه من أهل الخير والصلاح وإن كان تصرف عمّاله لا يخلو عن جور كما هو شأن ولاة العصر. انتهى.
وقد مدحه فضلاء الوقت كالشيخ محمد الرقباوي بقصيدة عارض بها قصيدة ابن النحاس ، وكذا مدحه السيد جعفر البيتي ، والسيد جعفر البرزنجي ناظم المولد الشريف في رسالة سماها : «النقش الفرجي والفتح المحمدي» ، حاصل الرسالة : أن في أيام صاحب الترجمة قامت أهل حرب على ساق وقدم بقتل الحجاج ونهب الزوار ، وكان شيخ حرب اسمه : عيد ، فتحرك عليه صاحب الترجمة وقاتله أشد قتال حتى أذاقه العذاب.
وكانت وفاة صاحب الترجمة يوم الثلاثاء لثلاث خلون من المحرم سنة ألف [وسبع](٢) وسبعين ، ودفن بالمعلا في قبة عم والده الشريف أبي طالب ، وقام بعده أصغر أولاده الشريف سعد.
وكانت مدة ولايته خمسة وثلاثين سنة وأشهرا وأياما ، وكان له من الولد سبعة من الذكور : أحمد ، وحسين ، وناصر ، ماتوا في حياته ، وورثه أربعة : حسن ، ومحمد يحيى ، وأحمد ، [وسعد](٣) مرتبتهم في السن كمرتبتهم في الذّكر ، ومن الإناث عدّة.
وصاحب الترجمة الذي تنتسب إليه ذوي زيد زادهم الله شرفا. انتهى
__________________
(١) في الأصل : مكة.
(٢) في الأصل : سبعة.
(٣) في الأصل : وسعيد. وانظر خلاصة الأثر (٢ / ١٨٦).