في قبة الحبر ابن عباس رحمهالله آمين. والذي ورثه من الذكور : الشريف علي والشريف محمد.
ولما وصل الخبر إلى الباب العالي بالآستانة وكان بها السيد النبيل الرئيس الكامل سلالة النسب الطاهر سيدنا الشريف حسين بن المرحوم سيدنا الشريف محمد بن عون فأنعمت عليه الدولة العلية ، وكان السلطان المعظم السلطان عبد الحميد بن السلطان عبد المجيد خان ، فمضى صاحب الترجمة لديه ، وأنعم عليه مشافهة بإمارة مكة مثل ما كان أخاه وأباه ، ووصل هذا الخبر إلى مكة يوم الثلاثاء سادس رجب سنة ألف ومائتين [وأربع](١) وسبعين فنادى المنادي بشوارع مكة بأن البلاد بلاد الله وبلاد السلطان ، وأن أمير مكة الشريف حسين ، ووصى له على المقام بعد صلاة المغرب على عادة أمراء مكة ، ثم وصل جدة ، وكان وصوله يوم الخميس إحدى وعشرين خلت من شعبان ، ودخل مكة يوم الاثنين [خمس](٢) وعشرون خلت من شعبان بموكب عظيم لابس النيشان العثماني المرصع من الرتبة الأولى. وكان عفيفا متعففا يحب الفقراء والعلماء ، هين ، صاحب شفقة ، إلى أن ساقته المنية ، وتوجه إلى جدة ولما دخلها فقبل أن ينزل إلى البيت الذي كان مراده ينزل فيه طعنه رجل فقير خبيث أظنه من نسل المجوس ، وهو من أفغانستاني كابلي. كذا قيل ، ولم يعلم سبب طعنه ، وذلك ضحوة يوم الأحد ، فمات بتلك الطعنة يوم الاثنين ، وحمل على أعناق الرجال ودفن بالمعلا على أبيه بجانب السيدة آمنة ، وختم له بالشهادة ، ولقاتله باللعنة.
__________________
(١) مثل السابق.
(٢) في الأصل : خمسة.