ولما وصل هذا الخبر إلى دار الخلافة وكان سيدنا الشريف عبد المطلب بن المرحوم سيدنا الشريف غالب ، فاستدعاه مولانا السلطان المعظم الغازي عبد الحميد خان ، فأنعم عليه مشافهة ، وأكرمه بالنيشان العثماني المرصع من الرتبة الأولى وكان ذلك يوم الأربعاء ثلاثة عشر ربيع الثاني. ثم توجه إلى الباب العالي في موكب عظيم وهناك تلي الفرمان السلطاني المؤذن بتوجه الإمارة بغاية التعظيم والتكريم بحضور أعيان رجال الدولة. وبعد ذلك توجه إلى منزله بالعساكر السلطانية عن يمينه وشماله. واستقبل من الأعيان من وفد إليه من أجل التهنئة.
وهذه ترجمة الخط الهمايوني : وزيري سمير المعالي ، بناء على وقوع ارتحال الشريف حسين باشا أمير مكة المكرمة رحمهالله ، وجعلت خدمة الإمارة الجليلة المنحلة إلى عهدة الشريف عبد المطلب الأسبق ، وأجريت مأموريته بحضورنا وأرسل إلى بابنا العالي. فمجزوم عندنا أن المشار إليه يصرف بتوفيق الله سعيه وهمته في إكمال الأمن والراحة إلى الحرمين المحترمين كما هو مطلوبنا في ١٥ ربيع الآخر سنة ١٢٩٧. كذا في الجوائب.
وكان وصول خبر ولايته يوم الخميس سبع وعشرين ربيع آخر سنة ألف ومائتين [وسبع](١) وتسعين.
ثم بعد ذلك توجه من الآستانة ، ووادعه مولانا المعظم ورجال دولته ، وأنعمت عليه الدولة ببابور من بوابير الدولة لتوصله إلى جدة ، فتوجه فيه ، فقبل وصوله جدة طلع إلى الينبع ، فأقام في الينبع ثلاثة عشر يوما ، ثم توجه إلى المدينة وزار جده عليه الصلاة والسلام ، ودعا للدولة العلية ، وجلب لها
__________________
(١) في الأصل : سبعة.