إليه بغير ما أمر في كتابه (٣) الذي أمر أن لا يدعى إلاّ به ، وقال في نبيه ( صلّى الله عليه وآله ) : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٤) يقول : تدعو ، ثمّ ثلّث بالدعاء إليه بكتابه أيضاً فقال تبارك وتعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ـ أي يدعو ـ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ ) (٥) ثمّ ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (٦) ثمّ أخبر عن هذه الأُمّة وممّن هي وأنّها من ذرّية إبراهيم وذرّية إسماعيل من سكّان الحرم ممّن لم يعبدوا غير الله قطّ الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنّه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، الذين وصفناهم قبل هذه في صفة أُمّة إبراهيم (٧) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله : ( أَدْعُو إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (٨) يعني : أوّل من اتبعه (٩) على الإِيمان به والتصديق له بما جاء به من عند الله عزّ وجلّ من الأُمّة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق ممّن لم يشرك بالله قطّ ، ولم يلبس إيمانه بظلم ، وهو الشرك ، ثمّ ذكر أتباع نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) وأتباع هذه الأمّة التي وصفها في كتابه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلها داعية إليه ، وأذن له في الدعاء إليه ، فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ ) (١٠) ثمّ وصف أتباع نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) من المؤمنين فقال عزّ وجلّ :
__________________
(٣) في نسخة زيادة : والدين ( هامش المخطوط ).
(٤) الشورى ٤٢ : ٥٢.
(٥) الإِسراء ١٧ : ٩.
(٦) آل عمران ٣ : ١٠٤.
(٧) في نسخة : محمّد ( هامش المخطوط ).
(٨) يوسف ١٢ : ١٠٨.
(٩) في نسخة : أول التبعة ( هامش المخطوط ).
(١٠) الأنفال ٨ : ٦٤.