تصيفن حتى اصفرّ أنواع مطرق ، |
|
وهاجت لأعداد المياه الأباعر |
قال الحفصي : ومن قلات العارض المشهورة ، يعني عارض اليمامة ، الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق ، قال مروان بن أبي حفصة :
إذا تذكرت النظيم ومطرقا |
|
حننت ، وأبكاني النظيم ومطرق |
وقول امرئ القيس يدل على أنه جبل :
فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم |
|
غوارب رمل ذي ألاء وشبرق |
على إثر حيّ عامدين لنيّة ، |
|
فحلّوا العقيق أو ثنيّة مطرق |
المَطَرِيّةُ : من قرى مصر عندها الموضع الذي به شجر البلسان الذي يستخرج منه الدّهن فيها والخاصيّة في البئر ، يقال إن المسيح اغتسل فيها ، وفي جانبها الشمالي عين شمس القديمة مختلطة ببساتينها رأيتها ورأيت شجر البلسان وهو يشبه بشجر الحنّاء والرّمّان أول ما ينشأ ، ولها قوم يجرحونها ويستقطرون ماءها من سوقها في آنية لطيفة من زجاج ويجمعونه بجدّ واجتهاد عظيم يتحصل منه في العام مائتا رطل بالمصري ، وهناك رجل نصرانيّ يطبخه بصناعة يعرفها لا يطّلع عليها أحد ويصفي منها الدهن ، وقد اجتهد الملوك به أن يعلّمهم فأبى وقال : لو قتلت ما علّمته أحدا ما بقي لي عقب فأما إذا أشرف عقبي على الانقراض فأنا أعلّمه لمن شئتم ، وتكون الأرض التي ينبت فيها هذا نحو مد البصر في مثله محوّط عليه ، والخاصيّة في البئر التي يسقى منها فإنني شربت من مائها وهو عذب وتطعّمت منه دهنيّة لطيفة ، ولقد استأذن الملك الكامل أباه العادل أن يزرع شيئا من شجر البلسان فأذن له فغرم غرامات كثيرة وزرعه في أرض متصلة بأرض البلسان المعروف فلم ينجح ولا خلص منه دهن البتّة ، فسأل أباه أن يجري ساقية من البئر المذكورة ففعل فأنجح وأفلح ، وليس في الدنيا موضع ينبت فيه البلسان ويستحكم دهنه إلا بمصر فقط ، ولكن حدّثني من رأى شجر البلسان الذي بمصر وكان دخل الحجاز فقال : هو شجر البشام بعينه إلا أنّا ما علمنا أن أحدا استخرج منه دهنا.
مُطْعِم : بالضم ، وهو اسم الفاعل من أطعم يطعم فهو مطعم : اسم واد في اليمامة ، حدث ابن دريد عن أبي حاتم قال : ذكر أبو خيرة الطائي أن رجلا من طيّء كانت محلة أهله في منابت النخل فتزوّج امرأة محلة أهلها في منابت الطلح وشرط لأهلها أن لا يحوّلها من مكانها ، فمكث عندهم حتى أجدبوا فقال لأهلها : إني راحل لأهلي إلى الخصب ثم راجع إليكم إذا أجنى الناس ، فأذن له فارتحل حتى إذا أشرف على أهله بأرضه نظرت زوجته إلى السدر فسألته عنه فأخبرها ثم نظرت إلى النخل فلم تعرفه فسألته فأخبرها ، فقالت :
ألا لا أحبّ السدر إلا تكلّفا ، |
|
ولا لا أحبّ النخل لما بداليا |
ولكنني أهوى أراضي مطعم |
|
سقاهنّ ربّ العرش مزنا عواليا |
فيا صاعد النخل العشيّة لو أتى |
|
بضغث ألاء كان أشفى لما بيا |
فلما رأى زوجها ازدراءها النخل أطعمها الرطب فلما أكلته قالت :
نزلنا إلى ميل الذّرى قطف الخطى ، |
|
سقاهنّ ربّ العرش من سبل القطر |