عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب وكان من مهاجرة الحبشة ولم يولّ عمر أحدا من قوم بني عدي ولاية قط غيره لما كان في نفسه من صلاحة ، وأراد النعمان امرأته معه على الخروج إلى ميسان فأبت عليه ، فكتب النعمان إلى زوجته :
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها |
|
بميسان يسقى في زجاج وحنتم؟ |
إذا شئت غنّتني دهاقين قرية |
|
وصنّاجة تجثو على حرف منسم |
فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ، |
|
ولا تسقني بالأصغر المتثلّم |
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه |
|
تنادمنا في الجوسق المتهدّم |
فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلا هو ، أما بعد فقد بلغني قولك :
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه |
|
تنادمنا في الجوسق المتهدّم |
وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك! فلما قدم عليه قال له : والله ما كان من ذلك شيء وما كان إلا فصل من شعر وجدته وما شربتها قط. فقال عمر : أظنّ ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبدا ، وكان بميسان مسكين الدارمي فقال يرثي زيادا :
رأيت زيادة الإسلام ولّت |
|
جهارا حين فارقنا زياد |
فقال الفرزدق :
أمسكين أبكى الله عينك إنما |
|
جرى في ضلال دمعها فتحدّرا |
أتبكي امرأ من آل ميسان كافرا |
|
ككسرى على عدّانه أو كقيصرا |
أقول له لما أتاني نعيّه |
|
به لا بظبي بالصريمة أعفرا |
مَيْسَرٌ : بالفتح ثم السكون ، وفتح السين ، وراء ، وهو من اليسار والغنى أو من اليسار ضد اليمين أو من اليسر ضد العسر : موضع شاميّ.
مَيْسُونُ : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وضم السين ، وآخره نون ، قالوا : الميس المجون ، والميس أيضا : التّبختر في المشي ، والميس : من أجود الشجر وأصلبه ، وميسون : اسم بلد واسم أمّ يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان أيضا.
مِيشَارُ : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وشين معجمة : بلدة من نواحي دنباوند كثيرة الخيرات والشجر.
مِيشَجَان : بالكسر ثم السكون ، وشين معجمة مفتوحة ، وجيم ، وآخره نون : من قرى أسفرايين.
مِيشَه : بالكسر ثم السكون ، والشين معجمة ، والنسبة إليها ميشي : من قرى جرجان.
مَيْطَانُ : بفتح أوله ثم السكون ، وطاء مهملة ، وآخره نون : من جبال المدينة مقابل الشّوران به بئر ماء يقال له ضفّة وليس به شيء من النبات وهو لمزينة وسليم ، وقد روى أهل المغرب غير ذلك ، وهو خطأ له ذكر في صحيح مسلم ، وقال معن بن أوس المزني وكان قد طلق امرأته ثم ندم :
كأن لم يكن يا أمّ حقّة قبل ذا |
|
بميطان مصطاف لنا ومرابع |
وإذ نحن في عصر الشباب وقد عسا |
|
بنا الآن إلا أن يعوّض جازع |