أولئك معشري وهم خيالي ، |
|
وجدّي في كتيبتهم ومجدي |
هم قتلوا عزيزا يوم لحج ، |
|
وعلقمة بن سعد يوم نجد |
نَجْرَانُ : بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، والنجران في كلامهم : خشبة يدور عليها رتاج الباب ، وأنشدوا :
وصيت الباب في النجران حتى |
|
تركت الباب ليس له صرير |
وقال ابن الأعرابي : يقال لأنف الباب الرتاج ولد رونده النّجاف والنجران ولمترسه المفتاح ، قال ابن دريد : نجران الباب الخشبة التي يدور عليها ، ونجران في عدة مواضع ، منها : نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة ، قالوا : سمي بنجران بن زيدان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان أول من عمرها ونزلها وهو المرعف وإنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به ، كذا ذكره في كتاب الكلبي بخط صحيح زيدان بن سبإ ، وفي كتاب غيره زيد ، روى ذلك الزيادي عن الشرقي ، وأما سبب دخول أهلها في دين النصرانية قال ابن إسحاق : حدثني المغيرة بن لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى يقال له فيميون ، بالفاء ويروى بالقاف ، وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة مجاب الدعوة وكان سائحا ينزل بالقرى فإذا عرف بقرية خرج منها إلى أخرى ، وكان لا يأكل إلّا من كسب يديه ، وكان بنّاء يعمل في الطين ، وكان يعظّم الأحد فلا يعمل فيه شيئا فيخرج إلى فلاة من الأرض فيصلي بها حتى يمسي ، ففطن لشأنه رجل من أهل قرية بالشام كان يعمل فيها فيميون عمله ، وكان ذلك الرجل اسمه صالح فأحبه صالح حبّا شديدا فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه صالح فجلس منه منظر العين مستخفيا منه ، فقام فيميون يصلي فإذا قد أقبل نحوه تنّين ، وهو الحية العظيمة ، فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها فخاف عليه فصرخ : يا فيميون التنين قد أقبل نحوك! فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى فرغ منها فخرج إليه صالح وقال : يا فيميون يعلم الله أنني ما أحببت شيئا قط مثل حبك وقد أحببت صحبتك والكينونة معك حيث كنت ، فقال : ما شئت ، أمري كما ترى فإن علمت أنك تقوى عليه فنعم ، فلزمه صالح ، وقد كان أهل القرية يفطنون لشأنه ، وكان إذا جاءه العبد وبه ضرّ دعا له فشفي ، وكان إذا دعي لمنزل أحد لم يأته ، وكان لرجل من أهل تلك القرية ولد ضرير فقال لفيميون : إن لي عملا فانطلق معي إلى منزلي ، فانطلق معه فلما حصل في بيته رفع الرجل الثوب عن الصبيّ وقال له : يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع الله له! فدعا الله فقام الصبيّ ليس به بأس ، فعرف فيميون أنه عرف فخرج من القرية واتبعه صالح حتى وطئا بعض أراضي العرب فعدوا عليهما فاختطفهما سيّارة من العرب فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران ، وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة لهم عظيمة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة فإذا كان ذلك العيد علّقوا عليها كلّ ثوب حسن وجدوه وحليّ النساء ، فخرجوا إليها يوما وعكفوا عليها يوما ، فابتاع فيميون رجل من أشرافهم وابتاع صالحا آخر ، فكان فيميون إذا قام بالليل في بيت له أسكنه إياه سيّده استسرج له البيت نورا حتى يصبح