وقال ابن السكيت : الوقص دقّ العنق ، والوقص : قصر العنق ، والوقص : صغار العيدان والدوابّ إذا سارت في رؤوس الآكام ، وقصتها أي كسرت رؤوسها بقوائمها ، قال هشام : واقصة وشراف ابنتا عمرو بن معتق بن زمر من بني عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ، عليه السّلام. وواقصة : منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة لبني شهاب من طيّء ويقال لها واقصة الحزون وهي دون زبالة بمرحلتين وإنما قيل لها واقصة الحزون لأن الحزون أحاطت بها من كل جانب والمصعد إلى مكة ينهض في أول الحزن من العذيب في أرض يقال لها البيضة حتى يبلغ مرحلة العقبة في أرض يقال لها البسيطة ثم يقع في القاع وهو سهل ، ويقال : زبالة أسهل منه ، فإذا جاوزت ذلك استقبلت الرمل فأول رمل تلقاها يقال لها الشيحة ، قال الأعشى :
ألا تقنى حياءك أو تناهى |
|
بكاؤك مثل ما يبكي الوليد؟ |
أريت القوم نارك لم أغمّض |
|
بواقصة ومشربنا زرود |
ولم أر مثل موقدها ولكن |
|
لأيّة نظرة زهر الوقود |
وقال الخضل بن عبيد :
ولما بدا للعين واقصة الغضا |
|
تزاورت ، إن الخائف المتزاور |
ألام إذا حنّت قلوصي من الهوى ، |
|
وما لي ذنب أن تحنّ الأباعر |
يقولون لا تنظر وقاك بليّة ، |
|
بلى كل ذي عينين لا بدّ ناظر |
وقال يعقوب : واقصة أيضا ماء لبني كعب ، ومن قال واقصات فإنما جمعها بما حولها على عادة العرب في مثل ذلك ، وواقصة أيضا : بأرض اليمامة ، قال الحفصي : واقصة هي ماء في طرف الكرمة وهي مدفع ذي مرخ ، وفيه يقول عمّار :
بذي مرخ لو لا ظعائن خشّنت |
|
معاتب ما بين النفوس صديق |
واقِف : موضع في أعالي المدينة.
واقِمٌ : بالقاف ، الموقوم : المحزون ، وقد وقمه الأمر إذا ردّه عن إربه وحاجته ، وواقم : أطم من آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته ، ومعناه أنه يردّ عن أهله ، وحرّة واقم : إلى جانبه نسبت إليه ، وقال شاعرهم يذكر حضير الكتائب وكان قبل يوم بغاث :
فلو كان حيّا ناجيا من حمامه |
|
لكان حضير يوم أغلق واقما |
الوَاقُوصَةُ : واد بالشام في أرض حوران نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، على اليرموك لغزو الروم ، وقال القعقاع بن عمرو :
ألم ترنا على اليرموك فزنا |
|
كما فزنا بأيام العراق؟ |
قتلنا الروم حتى ما تساوي |
|
على اليرموك مفروق الوراق |
فضضنا جمعهم لما استحالوا |
|
على الواقوصة البتر الرقاق |
غداة تهافتوا فيها فصاروا |
|
إلى أمر تعضّل بالذواق |
وفي كتاب أبي حذيفة : أن المسلمين أوقعوا بالمشركين يوما باليرموك ، قال : فشد خالد في سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة فركب بعضهم