وابني هشام أحمد وعليّا ودينار بن عبد الله الذي تنسب إليه دار دينار محلة معروفة ببغداد واليوم يسمونها درب دينار ، ويحيى بن أكثم ، وهؤلاء كانوا ينزلون المخرّم ، فقال :
ألا فاشتروا مني ملوك المخرّم |
|
أبع حسنا وابني هشام بدرهم |
وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة ، |
|
وأدفع دينارا بغير تندّم |
فإن ردّ من عيب عليّ جميعهم |
|
فليس يردّ العيب يحيى بن أكثم |
وكان بها جماعة من المحدثين نسبوا إليها ، منهم : أبو الحسن خلف بن سالم المخرّمي ، يروي عن يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وكان من الحفّاظ المتقنين ، روى عنه أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصقلّي ، ومات آخر شهر رمضان سنة ٢٣١ ، وأنشد إسحاق الموصلي لأبي مروان الثقفي :
من لقلب متيّم بغزال منعّم |
|
مرّ في قرطق عليه يمان مسهّم |
بين باب الربيع يمشي وباب المخرّم |
|
قد رضينا إذا مررت بنا أن تسلّم |
يعني جارية لأسماء بنت عيسى بن علي وكانت تغني وكان يرجو حوراء يتعشقها أيضا وهو الذي عنى بهذا الشعر.
مُخَرِّمَة : مثل الذي قبله وزيادة هاء : موضع.
مُخْرِىءٌ : مفعل من الخرء وهو النجو ، قال ابن إسحاق : لما توجه رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، إلى بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما فقالوا : يقال لأحدهما هذا مسلح ، وقالوا للآخر هذا مخرئ ، فكره رسول الله ، صلّى الله عليه وسلّم ، المرور بينهما فتركهما يسارا وسلك ذات اليمين ، ولتسمية هذين الجبلين بهذه الأسماء سبب وهو أن عبدا لغفار كان يرعى بهما غنما لسيده فرجع ذات يوم من المرعى فقال له سيده : لم رجعت؟ فقال : إن هذا الجبل مسلح للغنم وإن هذا مخرئ لها ، فسميا بهما ، وذلك قرئ بخط الجاحظ.
مَخْضُوراء : بالفتح ثم السكون ، وضاد معجمة ، وواو ساكنة ، وراء ، وألف ، ممدود ، والخضرمة : ماءتان لبني سلول ، وقال أبو زياد : لبني الحليس من خثعم وهم مجاور وبني سلول لهم من المياه مخضوراء والخضرمة.
مُخَطِّطٌ : بالضم ثم الفتح ، والطاء مكسورة مشددة : اسم موضع كان فيه يوم من أيامهم ، وقال مالك بن نويرة في يوم الغبيط حين هزمت يربوع بني شيبان ولم يشهده :
وإلا أكن لاقيت يوم مخطّط |
|
فقد خبّر الرّكبان ما أتودّد |
أتاني بنقد الخبر لما لقيته |
|
رزين وركب حوله متصعّد |
فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم |
|
ببطن الغبيط خشب أثل مسنّد |
صريع عليه الطير تنقر عينه ، |
|
وآخر مكبول يمان مقيّد |
وقال امرؤ القيس :
وقد عمر الروضات حول مخطّط |
|
إلى اللّخّ مرأى من سعاد ومسمعا |
مُخَفِّقٌ : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وكسر الفاء ثم قاف ، هو اسم فاعل من خفّق يخفّق فهو مخفّق شدّد لكثرة السّراب إذا تلألأ ، أو من الخفق وهو الاضطراب :