ولا تهيّجوه.
قال عامر : فما الذي أتعلّم من هذا أو من هؤلاء؟!» (١).
لكنْ في «ميزان الاعتدال» ، عن «زكريّا بن أبي زائدة ، قال : قلت للشعبي : ما لك تعيب أصحاب عليٍّ وإنّما علمك منهم؟! ... وأمّا رشيد الهجري فإنّي أُخبركم عنه ، إنّي قال لي رجل : اذهب بنا إليه ؛ فذهبنا ، فلمّا رآني قال للرجل هكذا وعقد ثلاثين ، يقول : كأنّه منّا.
ثمّ قال : أتينا الحسن بعد موت عليّ فقلنا : أدخلنا على أمير المؤمنين.
قال : إنّه قد مات.
قلنا : لا ، ولكنّه حيّ يعرف الآن من تحت الآثار.
قال : إذ عرفتم هذا فادخلوا عليه ولا تهيّجوه» (٢).
وفي رواية ابن حجر : «قال ابن حبّان : قال الشعبي : دخلت عليه فقال : خرجت حاجّاً فقلت : لأعهدنّ بأمير المؤمنين ؛ فأتيت بيت عليٍّ فقلت لإنسانٍ : استأذن لي على أمير المؤمنين.
قال : أَوَليس قد مات؟!
قلت : قد مات فيكم ، والله إنّه ليتنفّس الآن بنفس الحيّ.
قال : أمَا إذا عرفت سرّ آل محمّد فادخل.
فدخلت على أمير المؤمنين وأنبأني بأشياء تكون.
فقال له الشعبي : إن كنتَ كاذباً فلعنك الله.
فبلغ الخبر زياداً ، فبعث إلى رشيد الهجري ، فقطع لسانه وصلبه على
__________________
(١) تاريخ دمشق ٢٤ / ١٠٠
(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٧٩ رقم ٢٧٨٧