«تلقّفوها الآن تلقّف الكرة ، فما من جَنّة ولا نار» (١).
قال المسعودي : «وقد كان عمّار حين بويع عثمان بلغه قول أبي سفيان صخر بن حرب في دار عثمان ، عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو أُميّة ، فقال أبو سفيان : أفيكم أحد من غيركم ...
ونُمِيَ هذا القول إلى المهاجرين والأنصار وغير ذلك الكلام ، فقام عمّار في المسجد فقال : يا معشر قريش! أمَا إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم صلىاللهعليهوآلهوسلم ها هنا مرّة وها هنا مرّة! فما أنا بآمن من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم ، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله!
وقام المقداد فقال : ما رأيت مثل ما أُوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم!
فقال له عبد الرحمن بن عوف : وما أنت وذاك يا مقداد بن عمرو؟!
فقال : إنّي والله لأُحبّهم لحبّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاهم ، وإنّ الحقّ معهم وفيهم.
يا عبد الرحمن! أعجبُ من قريش ، وإنّما تطوُّلُهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعده من أيديهم!
أمَا وأَيْمُ الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إيّاهم مع النبيّ يوم بدر!
وجرى بينهم من الكلام خطب طويل ، قد أتينا على ذِكره في كتابنا
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ١٩