يسأله ، كقوله لأخيه محمّد بن الحنفية :
«يا أخي! والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لَما بايعت يزيد ابن معاوية أبداً» (١).
وقوله عليهالسلام لمروان بن الحكم لمّا قال له : «إنّي آمرك ببيعة يزيد ، فإنّه خير لك في دينك ودنياك» ، قال :
«إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، وعلى الإسلام السلام ، إذْ قد بليت الأُمّة براعٍ مثل يزيد ، ولقد سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان» (٢).
وفي هذه الظروف ، نرى أنّ الكتب من الكوفة تترى ، يدعونه ويطلبون منه القدوم إليهم ، والإمام يقول : «لا أراهم إلّاقاتليّ» (٣).
وبدأ الحكّام يسعون وراء خروج الإمام من الحجاز ...
مواقف الولاة من الإمام ومن نائبه في الكوفة
ومات معاوية والوالي على المدينة هو «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان» ، قال الذهبي : وكان معاوية يولّي على المدينة مرّةً مروان ومرّةً الوليد بن عتبة ... فعزل قبيل موته مروان وولّى الوليد ... وقد عرفنا باختصار موقف مروان من الإمام عليهالسلام.
وأخبر يزيد ـ في أوّل خطبةٍ له بعد موت معاوية ـ عن الحرب مع
__________________
(١) الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٥ / ٢٣
(٢) الملهوف على قتلى الطفوف : ٩٩
(٣) تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٠٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٣٥ حوادث سنة ٦٠ ه