فخرج من مكّة إلى العراق في عشرة ذي الحجّة ، ومعه طائفة من آل بيته رجالاً ونساءً وصبياناً. فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيد الله بن زياد بقتاله ، فوجّه إليه جيشاً أربعة آلاف ، عليهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص ...» (١).
هذا ، وسيأتي كلام جماعة آخرين من الأئمّة الأعلام ، الصريح في أنّ يزيد هو قاتل الحسين عليهالسلام ، وأنّه يُلعن بلا كلام.
٣ ـ كتاب ابن عبّاس إلى يزيد
«وقال شقيق بن سلمة (٢) :
لمّا قُتل الحسين ثار عبد الله بن الزبير ، فدعا ابن عبّاس إلى بيعته فامتنع ، وظنّ يزيد أنّ امتناعه تمسّك منه ببيعته ، فكتب إليه :
أمّا بعد ، فقد بلغني أنّ الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ، وأنّك اعتصمت ببيعتنا وفاءً منك لنا ، فجزاك الله من ذي رحم خير ما يجزي الواصلين لأرحامهم الموفين بعهودهم ، فما أنْسَ من الأشياء فلستُ بناسٍ برّك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل ، فانظر من طلع عليك من الآفاق ممّن سحرهم ابن الزبير بلسانه فأعلِمهم بحاله ، فإنّهم منك أسمع الناس ، ولك أطوع منهم للمحلّ.
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٢٤٦ ـ ٢٤٧
(٢) هو : شقيق بن سلمة الأسدي ، أبو وائل الكوفي ، ثقة مخضرم ، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز ، وله مئة سنة ، من رجال الكتب الستّة. قاله الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب ١ / ٤٢١ رقم ٢٨٢٦ ، وانظر : تحرير تقريب التهذيب ٢ / ١١٩ رقم ٢٨١٦