فِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) (١) ، فثقل على يزيد أن تمثَّل ببيت وتلا عليٌّ آية ، فقال : (فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (٢) ، فقال : أمَا والله لو رآنا رسول الله مغلولين لأحبّ أنْ يحلّنا من الغلّ. قال : صدقت ، حلّوهم ...» (٣).
وقال الطبري :
«ولمّا جلس يزيد بن معاوية ، دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ، ثمّ دعا بعليّ بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه ، فأُدخلوا عليه والناس ينظرون ، فقال يزيد لعليّ : يا عليّ! أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت.
قال : فقال عليٌّ : «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إلَّافِي كِتَابٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا».
فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه.
قال : فما درى خالد ما يردّ عليه.
فقال له يزيد : قل : «وَمَا أَصَابَكُم مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ» ، ثمّ سكت عنه.
قال : ثمّ دعا بالنساء والصبيان فأُجلسوا بين يديه ، فرأى هيئةً قبيحةً ، فقال : قبّح الله ابن مرجانة ، لو كانت بينه وبينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا.
__________________
(١) سورة الحديد ٥٧ : ٢٢
(٢) سورة الشورى ٤٢ : ٣٠
(٣) انظر : تاريخ الإسلام حوادث ٦١ : ١٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، تاريخ دمشق ٧٠ / ١٤ ـ ١٥ رقم ٩٤٠٠ ، مختصر تاريخ دمشق ٢٠ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ رقم ١٣٧