الحسين ـ يُقتل بأرضٍ يقال لها : كربلاء ، فمن شهد ذلك منكم فلينصره» (١).
لكنّ حال الإمام عليهالسلام حال جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأبيه أمير المؤمنين عليهالسلام.
الأمر الرابع :
إنّه إذا كان الإمام عليهالسلام عارفاً بوظيفته وعالماً بمصيره ، وكان المسلمون كلّهم مأمورين بنصرته ... وهو يقول في رسالته إلى بني هاشم : «من لحق بي منكم استشهد معي ، ومن تخلّف لم يبلغ ـ أو : لم يدرك ـ الفتح» (٢) ...
فما معنى نهي من نهاه عن الخروج من الحجاز؟!
وأيّ معنى لقول ابن عمر للإمام عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيّره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وإنّك بضعة منه ولا تعطاها ـ يعني الدنيا ـ» (٣)؟!
أكان ابن عمر جاهلاً بحقّ الإمام؟! أو كان انحيازه عن أهل البيت إلى
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٤ ح ٣٥٤٣ ، وانظر : التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٢ / ٣٠ رقم ١٥٨٣ ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٩ ، أُسد الغابة ١ / ١٤٦ رقم ٢٤٦ ، الإصابة ١ / ١٢١ رقم ٢٦٦ ، الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٥ ، كنز العمّال ١٢ / ١٢٦ ح ٣٤٣١٤ ، وغيرها
(٢) بصائر الدرجات : ٥٠١ ـ ٥٠٢ ح ٥ ، كامل الزيارات : ٧٥ ب ٢٣ ح ١٥ ، وعنهما في : بحار الأنوار ٤٥ / ٨٤ ـ ٨٥ ح ١٣ وص ٨٧ ح ٢٣
(٣) انظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٧٥ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٥ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢٠٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٦ ، بغية الطلب ٦ / ٢٦٠٨