ويستنبطوا دماء الناس ودماءنا» (١).
وماذا كتب إليهم؟
كتب إليهم : «فالصقوا بالأرض ، وأخفوا الشخص ، واكتموا الهوى واحترسوا ... ما دام ابن هند حيّاً ...» (٢).
كتب أهل الكوفة إلى مكّة
قال الشيخ المفيد :
«وبلغ أهل الكوفة هلاك معاوية فأرجفوا بيزيد ، وعرفوا خبر الحسين عليهالسلام وامتناعه من بيعته ، وما كان من ابن الزبير في ذلك ، وخروجهما إلى مكّة ، فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صُرَد ، فذكروا هلاك معاوية ، فحمدوا الله عليه ، فقال سليمان : إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسيناً قد تقبَّضَ (٣) على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكّة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوِّه فأعلموه ، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغرّوا الرجل في نفسه.
قالوا : لا ، بل نقاتل عدوّه ، ونقتل أنفسنا دونه.
قال : فكتبوا :
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٢٩ ، وانظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٢ ، بغية الطلب ٦ / ٢٦٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٤
(٢) انظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٦٦ ، الأخبار الطوال : ٢٢٢
(٣) تقبَّضَ : زَواه ، وقَبَّضْتُ الشيءَ تقبيضاً : جَمَعْتُه وزَوَيْتُه ؛ انظر مادّة «قبض» في : لسان العرب ١١ / ١٣ ، تاج العروس ١٠ / ١٣٤