هدىً دعا إلى هدىً ، وإمام ضلالة دعا إلى ضلالة ، فهذا ومن أجابه إلى الهدى في الجنّة ، وهذا ومن أجابه إلى الضلالة في النار» (١).
كتاب الإمام إلى الكوفة من الحاجر
قال ابن الأثير :
فلمّا بلغ الحسين الحاجر ، كتب إلى أهل الكوفة مع قيس بن مُسْهِر الصيداوي يعرّفهم قدومَه ، ويأمرهم بالجدّ في أمرهم ، فلمّا انتهى قيسٌ إلى القادسية أخذه الحصين فبعث به إلى ابن زياد ، فقال له ابن زياد : اصعد القصر فسبّ الكذّابَ ابنَ الكذّاب الحسين بن عليّ!
فصعد قيسٌ فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ هذا الحسين بن عليّ خيرُ خلق الله ، ابن فاطمة بنت رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، أنا رسوله إليكم ، وقد فارقتُه بالحاجر ، فأجيبوه ؛ ثمّ لعن ابنَ زياد وأباه ، واستغفر لعليّ.
فأمر به ابن زياد فرُمي من أعلى القصر ، فتقطّع فمات (٢).
وقال الشيخ المفيد :
«بعث قيس بن مسهر الصيداوي ـ ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر ـ إلى الكوفة ، ولم يكن عليهالسلام علم بخبر مسلم بن عقيل رحمة الله عليهما ، وكتب معه إليهم :
بسم الله الرحمن الرحيم ؛ من الحسين بن عليّ إلى إخوانه من
__________________
(١) مقتل الحسين ١ / ٣١٨
(٢) انظر : الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠٢