معهم منكم بما أصبتم من الغنائم.
فأمّا أنا فإنّي أستودعكم الله.
قال : ثمّ والله ما زال في أول القوم حتّى قُتل» (١).
وقال السيّد ابن طاووس : «قال زهير : قد عزمت على صحبة الحسين عليهالسلام لأفديه بروحي وأقيه بنفسي.
ثمّ أعطاها مالها وسلّمها إلى بعض بني عمّها ليوصلها إلى أهلها ، فقامت إليه وودّعته وبكت وقالت : كان الله لك عوناً ومعيناً ، خار الله لك ، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جدّ الحسين» (٢).
واختصر ابن الأثير الخبر فقال :
وكان زُهَير بن القَين البَجَليّ قد حجّ ، وكان عثمانيّاً ، فلمّا عاد جمعهما الطريقُ ، وكان يساير الحسين من مكّة إلّاأنّه لا ينزل معه ، فاستدعاه يوماً الحسين ، فشقّ عليه ذلك ثمّ أجابه على كره ، فلمّا عاد من عنده نقل ثَقَله إلى ثَقَل الحسين ثمّ قال لأصحابه : مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فإنّه آخر العهد ، وسأُحدّثكم حديثاً ؛ غزونا بَلَنْجَر ففُتح علينا وأصبنا غنائم ، ففرحنا ، وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا : إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم ؛ فأمّا أنا فأستودعكم الله!
ثمّ طلّق زوجته وقال لها : الحقي بأهلك! فإنّي لا أُحبّ أن يصيبك
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٢
(٢) الملهوف على قتلى الطفوف : ١٣٣