فقال الشيخ : أنشدك الله لمّا انصرفت ، فوالله ما تُقدِم إلّاعلى الأسنة وحدّ السيوف ، وإنّ هؤلاء الّذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطّؤوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً ، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فإنّي لا أرى لك أن تفعل.
فقال له : يا عبد الله! ليس يخفى علَيَّ الرأي ، ولكنّ الله تعالى لا يُغلب على أمره.
ثمّ قال عليهالسلام : والله لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ فرق الأُمم» (١).
رؤيا الإمام عليهالسلام
وروى ابن قولويه رحمهالله بإسناده عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، أنّه قال :
«لمّا صعد الحسين بن عليّ عليهالسلام عقبة البطن قال لأصحابه : ما أراني إلّامقتولاً.
قالوا : وما ذاك يا أبا عبد الله؟!
قال : رؤيا رأيتها في المنام.
قالوا : وما هي؟
قال : رأيت كلاباً تنهشني ، أشدّها علَيَّ كلب أبقع» (٢).
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٧٦
(٢) كامل الزيارات : ٧٥ ب ٢٣ ح ١٤