حقّاً على الله أن يُدْخله مُدخَله.
ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحَقّ من غيري ، وقد أتتني كتبكم ورسلكم ببيعتكم ، وأنّكم لا تُسلموني ولا تخذلوني ، فإن أقمتم على بيعتكم تُصيبوا رشدكم ، وأنا الحسين بن عليّ بن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، نفسي مع أنفسكم ، وأهلي مع أهلكم ، فلكم فيَّ أُسوة ، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي ، فلعمري ما هي لكم بنكير ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم بن عقيل ، والمغرور من اغترّ بكم ، فحظّكم أخطأتم ، ونصيبَكم ضيّعتم ، «فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّمَا يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ» وسيغني الله عنكم ؛ والسلام.
فقال له الحُرّ : إنّي أُذكّرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلتَ لتُقْتَلنّ.
فقال له الحسين : أبالموت تخوّفني؟! وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟! وما أدري ما أقول لك؟! ولكنّي أقول كما قال أخو الأوْسيّ لابن عمّه وهو يريد نُصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أين تذهب؟! فإنّك مقتول! فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى خيراً وجاهَدَ مُسلما |
وواسى رجالاً صالحينَ بنَفسِهِ |
|
وخالَفَ مثْبوراً وفارَقَ مُجرِما |