بين الإمام ورجل من الكوفة في الرهيمة
قال الشيخ الصدوق :
«ثمّ سار حتّى نزل الرهيمة ، فورد عليه رجل من أهل الكوفة يكنّى أبا هرم ، فقال : يا ابن النبيّ! ما الذي أخرجك من المدينة؟!
فقال : ويحك يا أبا هرم! شتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا مالي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت ، وأيم الله ليقتلنّي ، ثمّ ليلبسنّهم الله ذلّاً شاملاً ، وسيفاً قاطعاً ، وليسلّطنّ عليهم مَن يذلّهم» (١).
بين الإمام وعبيد الله بن الحرّ في قصر بني مقاتل
وسار الإمام عليه الصلاة والسلام حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل ، فنزل به ، فرأى فسطاطاً مضروباً فقال : لمَنْ هذا؟
فقيل : لعبيد الله بن الحُرّ الجُعفيّ.
فقال : ادعوه لي.
فلمّا أتاه الرسول يدعوه قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والله ما خرجتُ من الكوفة إلّاكراهية أن يدخلها الحسين وأنا بها ، والله ما أُريد أن أراه ولا يراني.
فعاد الرسولُ إلى الحسين فأخبره ، فلبس الحسين نعلَيْه ثمّ جاء فسلّم عليه ودعاه إلى نصره ، فأعاد عليه ابن الحُرّ تلك المقالة ، قال : فإلّا تنصرني فاتّقِ الله أن تكون ممّن يقاتلنا ، فوالله لا يسمع واعيتَنا أحدٌ ثمّ
__________________
(١) الأمالي : ٢١٨ المجلس ٣٠