رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلّابخير ، وما كان الكلام إلّافي عليٍّ وعثمان» (١).
فإنّ «المسيّب بن نجبة» أحد قادة التوّابين ، وعداده في الشيعة ، ولكنّ الشيعة الحقيقيّين كانوا أقليّة ، ولذا كانوا يعيشون في تقيّة.
بل إنّ أهل الكوفة لم يكونوا مطيعين للإمام أمير المؤمنين في زمانه كوليّ للأمر يجب إطاعته وامتثال أوامره .. كأيّ حاكمٍ آخر من حكّام المسلمين .. حتّى في حكمٍ جزئي ...
إنّ الّذين عملوا بحكم عمر بالنافلة في شهر رمضان ولم يسألوه عن وجه هذا الحكم الذي لم تنزل فيه آية في كتاب الله ولا فيه سُنّة من رسول الله ... لم يسلّموا للإمام عليهالسلام لمّا نهاهم عن تلك الصلاة ، بل قاموا معترضين عليه ، معلنين مخالفته ينادون : «وا سُنّة عمراه» مع أنّ نفس الدليل القائم عندهم على وجوب متابعة عمر يدلّ على وجوب متابعة عليّ ، وإذا كان عمر من الخلفاء الراشدين ، فعليٌّ كذلك ، وإذا كانوا بايعوا عمر على السمع والطاعة ، فقد بايعوا عليّاً على ذلك أيضاً ...
وهذه واحدة من القضايا ... وهي قضية فرعيّة ...!!
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض خطبه : «قد عملتِ الولاةُ قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسولَ الله صلىاللهعليهوآله ، متعمّدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسُنّته ، ولو حملتُ الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الّذين عرفوا فضلي وفرض
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ٢٣ / ٣١٥ رقم ٢٨٠