فالذي يظهر من خلال النظر في الأخبار وتتبّع الكلمات : هو وجود رجال من أهل الشام في جيش ابن زياد في واقعة الطفّ ...
وقد روى الشيخ الكليني بإسناده عن الإمام الصادق عليهالسلام ، عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرَّم ، فقال : «تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين عليهالسلام وأصحابه رضي الله عنهم بكربلاء ، واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه ، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها ، واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم ، وأيقنوا أنّه لا يأتي الحسين عليهالسلام ناصر ، ولا يمدّه أهل العراق ، بأبي المستضعَف الغريب ...» (١).
وروى الشيخ ابن بابويه الصدوق القمّي بإسناده ، قال : «ونظر الحسين عليهالسلام يميناً وشمالاً ولا يرى أحداً ، فرفع رأسه إلى السماء فقال : اللهمّ إنّك ترى ما يُصنع بولد نبيّك.
وحال بنو كلاب بينه وبين الماء ، ورمي بسهم فوقع في نحره وخرّ عن فرسه ، فأخذ السهم فرمى به وجعل يتلقّى الدم بكفّه ، فلمّا امتلأت لطّخ بها رأسه ولحيته وهو يقول : ألقى الله عزوجل وأنا مظلوم متلطّخ بدمي.
ثمّ خرّ على خدّه الأيسر صريعاً.
وأقبل عدوّ الله سنان بن أنس الإيادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجالٍ من أهل الشام ، حتّى وقفوا على رأس الحسين عليه
__________________
(١) الكافي ٤ / ١٤٧ ح ٧