ولا يرجع إلى الحجاز ، بل يُقتل في الفلاة.
وهذا ما رواه في «بحار الأنوار» عن تاريخ الريّاشي ، بإسناده عن راوي حديثه ، قال : «حججت فتركت أصحابي وانطلقت أتعسّف الطريق وحدي ، فبينما أنا أسير ، إذ رفعت طرفي إلى أخبية وفساطيط ، فانطلقت نحوها ، حتّى أتيت أدناها ، فقلت : لمن هذه الأبنية؟
فقالوا : للحسين.
قلت : ابن عليّ وابن فاطمة؟
قالوا : نعم.
قلت : في أيّها هو؟
قالوا : في ذلك الفسطاط.
فانطلقت ، فإذا الحسين متّكٍ على باب الفسطاط يقرأ كتاباً بين يديه ، فسلَّمت فردَّ علَيَّ ، فقلت : يا ابن رسول الله! بأبي أنت وأُمّي ، ما أنزلك في هذه الأرض القفراء التي ليس فيها ريف ولا منعة؟!
قال : إنّ هؤلاء أخافوني ، وهذه كتب أهل الكوفة ، وهُمْ قاتليّ ، فإذا فعلوا ذلك ولم يدعو لله محرّماً إلّاانتهكوه ، بعث الله إليهم من يقتلهم ، حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأَمَة» (١).
فتأمّل في عبارة : «إنّ هؤلاء أخافوني» ، يعني : حكومة الحجاز ، و «هذه كتب أهل الكوفة ، وهم قاتليّ»!!
ولذا ، فقد ورد عن الإمام عليهالسلام أنّه لمّا ورد أرض كربلاء (٢) ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٦٨ ، وانظر : بغية الطلب ٦ / ٢٦١٦
(٢) وروى ابن أعثم الكوفي أنّه عليهالسلام قاله قبل الورود إلى كربلاء ؛ انظر : الفتوح ٥ / ٩٣