وممّا يشهد بذلك أيضاً كلامه مع ابنة عثمان :
قالوا : «فتوجّه إلى دار عثمان بن عفّان ، فلمّا دنا إلى باب الدار صاحت عائشة بنت عثمان وندبت أباها ، فقال معاوية لمن معه : انصرفوا إلى منازلكم فإنّ لي حاجة في هذه الدار ؛ فانصرفوا ودخل ، فسكَّن عائشة ابنة عثمان وأمرها بالكفّ وقال لها : يا بنت أخي ، إنّ الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلماً تحته غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا ، فإن أعطيناهم غير ما اشتروا منّا شحّوا علينا بحقّنا وغمطناهم بحقّهم ، ومع كلّ إنسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته ، فإن نكثناهم نكثوا بنا ، ثمّ لا ندري أتكون لنا الدائرة أم علينا؟ ولأن تكوني ابنة عمّ أمير المؤمنين أحبّ إليّ أن تكوني أمَة من إماء المسلمين ، ونعم الخلف أنا لك بعد أبيك (١).
__________________
(١) تاريخ دمشق ٥٩ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، العقد الفريد ٣ / ٣٥٤ ، البداية والنهاية ٨ / ١٠٦ ـ ١٠٧ حوادث سنة ٦٠