مغفوراً له لكونه منهم ؛ إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ، ويزيد ليس كذلك ، لخروجه بدليلٍ خاصّ.
ويلزم من الجمود على العموم ، أنّ من ارتدّ ممّن غزاها مغفور له.
وقد أطلق جمع محقّقون حلّ لعن يزيد به ، حتّى قال التفتازاني :
الحقّ أنّ رضا يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل البيت ، ممّا تواتر معناه وإنْ كان تفاصيله آحاداً ، فنحن لا نتوقّف في شأنه ، بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.
قال الزين العراقي (١) : وقوله : (بل في إيمانه) ، أي : بل لا يُتوقّف في عدم إيمانه ؛ بقرينة ما قبله وما بعده» (٢).
هذا ، ومن أعاجيب الأكاذيب ما جاء في «تاريخ دمشق» بترجمة الإمام عليهالسلام ، من أنّه «وفد على معاوية ، وتوجّه غازياً إلى
__________________
وُلد سنة ٩٥٢ ه ، وتوفّي بالقاهرة سنة ١٠٣١ ه.
انظر : خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ ، البدر الطالع ١ / ٢٤٩ رقم ٢٣٨ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٦ / ٢٠٤ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٤١٠ رقم ١٤٠٤٨
(١) هو : الحافظ عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ، أبو الفضل زين الدين الشافعي العراقي.
كردي الأصل ، انتقل صغيراً مع أبيه من العراق إلى مصر بعد مولده ، سمع كثيراً في الشام ومصر والحجاز ، فصار من كبار أئمّة الحديث في زمانه ، وكان عالماً بالنحو واللغة والغريب والفقه وأُصوله ، له مصنّفات عديدة ، أشهرها «طرح التثريب».
وُلد سنة ٧٢٥ ه ، وتوفّي سنة ٨٠٦ ه بالقاهرة ودُفن بها.
انظر : الضوء اللامع ٤ / ١٧١ رقم ٤٥٢ ، البدر الطالع ١ / ٢٤٦ رقم ٢٣٦ ، شذرات الذهب ٧ / ٥٥ ، النجوم الزاهرة ١٢ / ٢٨٤ ، غاية النهاية في طبقات القرّاء ١ / ٣٨٢ رقم ١٦٣٠
(٢) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣ / ١٠٩ ح ٢٨١١