قال عبد الله : قال سليمان : وحدّثنا محمّد بن الحكم ، عن عوانة ، قال : لمّا توفّي عليُّ بن أبي طالب وزياد عامله على فارس وبويع لمعاوية ، تحصّن زياد في قلعة فسُمّيت به ، فهي تُدعى قلعة زياد إلى الساعة ، فأرسل زياد مَن صالح معاوية على ألفَي ألف درهم ، وأقبل زياد من القلعة فقال له زياد : متى عهدك بأمير المؤمنين؟ فقال : عام أوّل ؛ قال : كم أعطاك؟ قال : عشرين ألفاً ؛ قال : فهل لك أن أُعطيك مثلها وتبلّغه كلاماً؟ قال : نعم ؛ قال : قل له إذا أتيته : أتاك زياد وقد أكل بَرّ العراق وبحره فخدعك فصالحك على ألفَي ألف درهم ، والله ما أرى الذي يقال إلّاحقّاً ، فإذا قال لك : ما يقال؟ فقل : يقال : إنّه ابن أبي سفيان ؛ قال : أبى قائلها إلّاإثماً. قال : فادّعاه ، فما أعطى زيادٌ مصقلة إلّاعشرة آلاف درهم إلّابعد أن ادّعاه» (١).
وقال ابن عساكر :
«أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ في ما قرئ علَيَّ إسناده وناولني إيّاه ، وقال : اروِهِ عنّي ـ ، أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريّا القاضي ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، ثنا أبو بكر محمّد بن أبي يعقوب الدَّيْنَوري ، نا عبيد بن محمّد الفيريابي ، نا سفيان ابن عُيينة ، نا عبد الملك بن عُمير ، قال : شهدت زياد بن أبي سفيان ، وقد صعد المنبر ، فسلّم تسليماً خفيّاً وانحرف انحرافاً بطيئاً ، وخطب خطبة بُتيراء ـ قال ابن الفيريابي : والبتيراء التي لا يصلّى فيها على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين قد قال ما سمعتم ، وشهدت
__________________
(١) تاريخ دمشق ١٩ / ١٧٢ ـ ١٧٤