وقال ابن الأثير : «استعمله زياد على بلاد فارس ، واستخلفه زياد حين مات ، وهو الذي صلّى على زياد ، وأقرّه معاوية على الولاية بعد زياد. قاله الزبير» (١).
وقال اليعقوبي : «لمّا نزل به الموت ـ أي بزياد بن أبيه ـ كتب إلى معاوية : إنّي أكتب إلى أمير المؤمنين وأنا في آخر يومٍ من الدنيا وأوّل يومٍ من الآخرة ، وقد استخلفت على عملي عبد الله بن خالد بن أُسيد.
فلمّا توفّي زياد ووضع نعشه ليصلّى عليه تقدّم عبيد الله ابنه فنحّاه ، وتقدّم عبد الله بن خالد فصلّى عليه ، فلمّا فرغ من دفنه خرج عبيد الله من ساعته إلى معاوية ، فلمّا قيل لمعاوية : هذا عبيد الله ؛ قال : يا بني! ما منع أباك أنْ يستخلفك؟! أما لو فعل لفعلت ؛ فقال : نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن يقولها لي أحد بعدك ما منع أباه وعمّه أن يستعملاه؟! فولّاه خراسان ، وصيّر إليه ثغرَي الهند» (٢).
وهو عبد الله بن خالد بن أُسيد بن أبي العيص بن أُميّة ، اختلفوا في صحبته ورؤيته للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
وقد كان عبد الله بن خالد صهر عثمان بن عفّان (٤) ، وكان عنده مقرّباً ، حتّى إنّه لمّا فَعَلَ بأهل مكّة ما فعل في توسعة المسجد الحرام فأمر
__________________
(١) أُسد الغابة ٣ / ١١٧ رقم ٢٩١٠ ، وانظر : نسب قريش : ١٨٨ ، الإصابة ٤ / ٧٢ رقم ٤٦٤٥
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨
(٣) أُسد الغابة ٣ / ١١٧ رقم ٢٩١٠ ، الإصابة ٤ / ٧١ رقم ٤٦٤٥ ، وغيرهما
(٤) كتاب المحبّر : ٥٥ ، أنساب الأشراف ٦ / ٢٣٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٦٤