فاستسلموا للإيحاءات الجميلة التي تزيّن الأعمال في نظر أصحابها ، ولم يدققوا في الجانب الآخر من الصورة الذي يظهر القبح الكامن في داخلها. وهكذا استمروا في هذا الجوّ الذي يربط الإنسان بالسطح ولا يدفع به إلى العمق ، فيبقى معلّقا حائرا لا يعرف طريقه ولا يبلغ هداه.
(أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ) بما قاموا به من أعمال تخالف أوامر الله ونواهيه ، (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) لأنهم خسروا أنفسهم ، عند ما أحبطوا أعمالهم بالكفر ، فلم يبق لهم إلا السيئات التي تجرّهم إلى النار وبئس القرار.
(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ) الذي يحمل الهدى والبشرى للمؤمنين الذين يتبعونك في الإيمان به والعمل بما يوحي إليهم من تعاليمه ، (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) في ما يوحي به من الحكمة ، وفي ما يفيضه من علمه الذي لا حدّ له ولا نهاية. وهكذا يجد فيه الإنسان الخير كل الخير والحجة كل الحجة ، والهدى كل الهدى في حركة الحياة والمصير.
* * *