والخضروات التي يتغذى منها ، فلا يحتاج إلى المشي في الأسواق للاكتساب كما يفعل الناس ، لو حدث ذلك له ، لأمكننا أن نصدقه في هذه الصفة الغيبيّة التي يدعيها لنفسه.
(وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) وهذا ما حاولوا أن يتحدثوا به ليصرفوا الناس عنه ، ليتهموه بالجنون ، أو أنه شخص مسحور خاضع لتأثيرات السحرة الذين استطاعوا أن يسحروه فيجعلوه يتخيل الأشياء التي لا وجود لها ، أو يدّعي أمورا لا حقيقة لها.
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) لقد عاشوا المأزق الكبير عند ما واجهتهم حقائق الرسالة التي لم يستطيعوا الوقوف أمامها ، ولذلك كانوا يبحثون عن كلمة ، أيّة كلمة ، وعن صفة ، أية صفة ، حتى يثيروها أمام الناس لإثارة الشك في عقولهم ، ولإبعاد مواقفهم عن التأثر بمواقفك ، في ما يمكن أن يلصقوه بك من اتهامات في صدقك وعقلك ، وطبيعة شخصيتك ، ولذلك تخبطوا وضلّوا ، فلم يقفوا عند قاعدة معقولة ثابتة ، ولم يحصلوا على نتيجة حماسة ، لأنك استطعت أن تكسب الناس إلى رسالتك ، وأن تفتح أكثر من طريق إلى عقولهم ، وبذلك لم يستطيعوا أن يفتحوا أيّ طريق إلى كلمات السوء التي كانوا يريدون أن يضلّلوا بها عقول الناس.
* * *