(ثُمَّ كَفَرُوا) بتخلّفهم عن جيش اسامة حال حيوته (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) بتشديدهم لآل محمّد (ص) (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) لانّهم ارتدّوا عن الفطرة بقطعهم الفطرة الانسانيّة فلا رجوع لهم بالتّوبة ولا سبيل لهم الى دار الرّاحة ، فانّ الفطرة الانسانيّة هي السّبيل الى دار الرّاحة فلا يتصوّر لهم مغفرة ولا هداية ، لانّ المرتدّ الفطرىّ لا توبة له كما قالوا بالفارسىّ «مردود شيخي را اگر تمام مشايخ عالم جمع شوند نتوانند إصلاح نمايند» لانّه مرتدّ فطريّ قاطع لفطرته (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ) الآية الاولى بيان حال المتبوعين وهذه بيان حال الاتباع مع إمكان التّعميم (بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) استعمال البشارة في العذاب للتّهكّم (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ) الّذين سبق ذكرهم من أعداء آل محمّد (ص) (أَوْلِياءَ) باتّباعهم وقبول دعوتهم والبيعة معهم (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) علىّ (ع) واتباعه (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) استفهام إنكارىّ للتّوبيخ يعنى لا ينبغي ان يبتغوا عندهم العزّة (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) مجتمعة عنده فما لهم يخالفون امره ولا يتّبعون أولياءه ويبتغون من غيره العزّة (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) حال من فاعل يتّخذون وجملة أيبتغون اعتراض أو عن فاعل يبتغون أو عن الله المجرور باللّام والمراد بالكتاب امّا احكام النّبوّة أو القرآن أو هما (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ) ان تفسيريّة أو مخفّفة (آياتِ اللهِ) وأعظمها علىّ (ع) (يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ) فضلا عن موالاتهم (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) غاية للنّهى عن القعود معهم أو غاية لترك تعظيمهم ولاستهزائهم المستفادين من النّهى عن القعود اى لا تقعدوا معهم لينفعلوا ولا يعودوا لمثله (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) بمحض القعود معهم فضلا عن موالاتهم والمماثلة معهم امّا في الكفر ، ان ترضوا بقولهم ، أو في الإثم ، ان لم ترضوا ، (إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ) الّذين كانوا مع محمّد (ص) ظاهرا ثمّ اتّبعوا أعداءه (وَالْكافِرِينَ) المتبوعين (فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) اى ينتظرون بسببكم يعنى وقوع امر من خير أو شرّ لكم كأنّ وجودكم صار سببا لانتظارهم (فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) يعنى انّهم كانوا طالبين للدّنيا أينما وجدوها تملّقوا لها لا تعلّق لهم بكفر ولا ايمان (وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ) سمّى الاوّل فتحا والثّانى نصيبا اشارة الى انّ المؤمنين مقصودهم محض الفتح لاعزاز الدّين ، والكافرين لا قصد لهم الّا حظّهم ونصيبهم من الدّنيا (قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ) ألم نستول (عَلَيْكُمْ) ونتمكّن منكم فتركنا القتال معكم فوافقونا ولا تعادونا ، والاستحواذ من الكلمات الّتى جاءت على الأصل ولم يعلّ (وَنَمْنَعْكُمْ) ألم نمنعكم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) يتراءى ان يقال ولم نمنع المؤمنين منكم ولكن يقال منعته من الأسد إذا حفظه من افتراسه كأنّ المانع يمنعه من التّعرّض للأسد (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) دعاء عليهم أو اخبار ولا يخلو عن تهديد والمقصود بينكم وبينهم بتقدير بينهم أو بكون الخطاب للمؤمنين والكافرين جميعا (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) تسلّطا دعاء أو اخبار والمراد انّه لا سبيل لهم في الآخرة أو بالحجّة أو في الدّنيا بالغلبة من حيث انّهم مؤمنون فانّ قتل الكافرين للمؤمنين واسرهم ونهب أموالهم انّما هي بالنّسبة الى أبدانهم الّتى هي بمنزلة السّجن لهم لا بالنّسبة