وقوله (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم للحسين بن عليّ عليهماالسلام : (أنت إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمّة تسعة ؛ تاسعهم قائمهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا) (٢).
الثّاني : أنّ الإمام يجب أن يكون معصوما ، ولا معصوم سواه ، فيجب أن يكون هو الإمام دون غيره ، وإنما قلنا : إنّ الإمام يجب أن يكون معصوما ، لأنّ الإمامة لطف ، لأنّ معنى اللّطف : ما يكون المكلّف معه أقرب إلى [فعل] الطّاعة ، وأبعد عن [فعل] المعصية ، والإمامة كذلك ، لأنّ النّاس إذا كان لهم رئيس قاهر يحثّ النّاس إلى (٣) فعل الطّاعات ويأمرهم بفعل الواجبات ، ويزجرهم عن تركها ، ويتوعّدهم على فعل القبائح ، ويزجرهم عنها ، ويرغّبهم في تركها ، وينتصف للمظلوم من الظّالم ، كانوا إلى الطّاعة أقرب وعن (٤) المعصية أبعد ، ولا معنى للّطف إلّا ذلك. فثبت أنّ نصب الإمام لطف ، وكلّ لطف واجب على الله تعالى.
وإنّما قلنا : انّ اللطف واجب على الله تعالى ، لأنّه تعالى لمّا أراد من المكلّفين وقوع ما كلّفهم [به] ، وعلم أنّهم لا يختارون ذلك إلّا إذا فعل فعلا يختارون معه ذلك الفعل الّذي كلّفهم به ، ولا مشقّة عليه : [فيجب في حكمته] فعل ذلك الفعل ، وإلّا لكان ناقضا لغرضه ، ونقض الغرض سفه (٥) قبيح ـ تعالى الله عن ذلك ـ وجرى ذلك مجرى من صنع وليمة وأراد حضور شخص [إلى] تلك الوليمة ، وعلم أنّه لا يحضرها إلّا إذا مشى إليه ، أو أرسل إليه رسولا ، فلو لم يفعل ذلك مع إرادته لحضوره ، كان ناقضا لغرضه. فثبت أنّ نصب الإمام واجب على الله تعالى.
__________________
(١) «ج» : ولقوله.
(٢) الخصال ٢ : ٤٦٩ ، ٤٧٥ ، عيون أخبار الرّضا ١ : ٥٢.
(٣) «ج» : على.
(٤) «ج» : ومن.
(٥) في النّسخة الحجريّة : فيه في حكمه.