قد تقرر في أثناء ما تقدم وما «يأتي إن شاء الله تعالى».
وتحقيقه : أن الحاجة هي المنفعة ودفع المضرة ولا يفهم منها أمر سوى ذلك ، والمنفعة هي اللّذة وما يتبعها من فرح وسرور ، والمضرة هي الألم وما يتبعه من غمّ وحزن ، والألم واللّذة عليه تعالى محالان لأنهما عرضان لا يكونان إلّا في جسم.
وأيضا : الشهوة والنفرة لا يجوزان إلّا على من تجوز عليه الزيادة والنقصان ، والزيادة والنقصان إنما يكونان في الأجسام.
(فصل)
في تنزيهه تعالى عن مشابهةغيره
وهو شروع منه عليهالسلام فيما يجب نفيه عن الله تعالى :
قالت «العترة عليهمالسلام وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم» من سائر الفرق وهو قول الصحابة والتابعين ودين جميع الأنبياء والمرسلين «والله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه».
قال أمير المؤمنين عليهالسلام في كتاب نهج البلاغة :
(ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقته أصاب من مثّله ، ولا إياه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلة ، مقدّر لا بجولان فكرة ، غني لا باستفادة ، لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات (١) ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله بتشعير المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضدّ له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له).
وقال «هشام بن الحكم و» هشام «الجوالقي والحنابلة» أصحاب أحمد بن حنبل والكرابيسي «والحشوية : بل الله» تعالى «جسم» وأفرط هشام بن الحكم
__________________
(١) او لا ترفده الأدوات أي تعينه تمت شرح نهج البلاغة.