«كتاب التّوحيد»
هذا ابتداء المقصود من الكتاب ، والتوحيد في اللغة ليس إلّا نفي الثاني كما سيأتي الآن ، إلّا أنه قد صار بالاصطلاح موضوعا للعلم بالله تعالى وصفاته الذّاتية والفعلية وما يحق له تعالى من الأسماء والصفات الحسنى وما يستحيل عليه ونحو ذلك.
«التوحيد(١) هو لغة» أي في لغة العرب «الإفراد» ومنه وحّد الشجرة إذا قطع أغصانها ولم يترك إلّا واحدا.
والتوحيد أيضا نوع من التمر مختار ، قال المتنبي :
يترشفن من فمي رشفات |
|
هن فيه أحلى من التّوحيد |
«واصطلاحا» أي في اصطلاح أهل علم الكلام «ما قال الوصي» أمير المؤمنين «عليهالسلام» لمن سأله «التّوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه» وصدق عليهالسلام فإن توحيد الله سبحانه لا يمكن إلّا بأن لا يتوهمه الإنسان ولا يتصوّره ولا يتطرق إليه بشيء من خواطره بتكييف ولا تمثيل لأنّ كلّما تصوره الوهم أو تخيله فهو مخلوق مجعول وما كان كذلك فليس بواحد إذ قد شاركه غيره في كونه مخلوقا مجعولا.
__________________
(١) (أ) ناقص التوحيد.