«باب الاسم والصفة»
إنما جرت عادة أهل علم الكلام بذكر الاسم والصفة لما يتعلق بهما من أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته.
والاسم في اللغة وهو المراد هنا : ما صح إطلاقه على ذات سواء كان اسما نحويّا كزيد أو فعلا نحويّا كضرب ويضرب.
وأما حد الإمام عليهالسلام للاسم فإنما هو باعتبار اصطلاح أهل النحو فقال : «هو كلمة تدل وحدها على معنى غير مقترن بزمن وضعا» فقوله كلمة تعم الاسم والفعل والحرف ، والمراد بالكلمة هنا اللفظ الموضوع ، وقوله تدل (١) وحدها يخرج الحرف فإنه يدل على معنى لا مستقلّا بنفسه ، وقوله غير مقترن يخرج الفعل ، ويخرج بقوله وضعا نعم وبئس ونحوهما من سائر الأفعال غير المتصرفة فإن أصل وضعها على الاقتران والبسط في هذا مذكور في كتب العربية «وهو» أي الاسم «غير المسمّى» إذ هو الدّال والمسمّى المدلول ، وأيضا : الاسم مقدور لنا والمسمّى قد لا يكون مقدورا لنا. وقالت «الكرامية» من المجبرة «ومتأخرو الحنفية : بل الاسم هو» نفس «المسمّى».
قال النجري : وإنما قالوا ذلك لأن أسماء الله تعالى عندهم قديمة فأوجب ذلك أن تكون هي نفس المسمّى وإلّا لزم تعدد القدماء وهو محال ، «قلنا : إذا» أي لو كان الاسم هو المسمّى كما زعمتم «لكان» الأمر كما قال الشاعر :
__________________
(١) قوله (تدل خرج المهملات ككادث ومادث وقوله وحدها) إلخ هذا موجود في بعض النسخ أصل وبعضها ساقط كما في نسخة المؤلف وغيرها.