وقد ذكر مثل هذا الإمام الكبير ؛ محمد بن القاسم في كتاب الهجرة ، والإمام القاسم بن علي العياني عليهمالسلام وغيرهم ، وروي عن الفقيه حميد الشهيد وغيره أيضا.
وأما في الدار الآخرة فقال السيد مانكديم عليهالسلام إن المحتضر وأهل الآخرة يعرفون الله تعالى ضرورة.
قال : وقد خالف فيه أبو القاسم البلخي ، وقال : إنه تعالى كما يعرف دلالة في دار الدنيا فكذلك في دار الآخرة ، لأنّ ما يعرف دلالة لا يعرف إلّا دلالة كما أن ما يعرف ضرورة لا يعرف إلّا ضرورة.
قال : والذي يدل على أن العلم بالله تعالى ليس بضروري ما قد ثبت أنه يقع بحسب نظرنا على طريقة واحدة ، فيجب أن يكون متولّدا عن نظرنا ، وإذا كان كذلك والنظر من فعلنا فيجب أن تكون المعرفة أيضا من فعلنا لأنّ فاعل السبب ينبغي أن يكون فاعلا للمسبب فيبطل أن يكون ضروريا ... إلى آخر ما ذكره عليهالسلام.
وقد استوفيناه في الشرح.
«خلافا للتعلمية» قال عليهالسلام : وهم فرقتان من الباطنية وغيرهم وهما القرامطة والصوفية فقالوا : إن النظر والاستدلال بدعة وكذا ذكره عنهم الأمير الحسين عليهالسلام.
«قلنا» جوابا عليهم «جهل المنعم مستلزم للإخلال بشكره على النعم ، لأنّ توجيه الشكر إلى المنعم مترتب على معرفته ضرورة» فيجب البحث عن المنعم ليوجّه الشكر إليه «والعقل يقضي ضرورة بوجوب شكر المنعم
__________________
هذا التنبيه لحي الوالد العلامة الحسن بن حسين الحوثي رحمهالله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله. تنبيه : ينبغي أن نذكر بحثا يتضمّن ثلاث مسائل :
(الأولى) ـ : وجه وجوب النظر عقلا لمعرفة الباري تعالى وصدق رسله.
(الثانية) ـ : في حكم الشكر واختلافه شاهدا وغائبا.