سمّيت العدليّة بهذا الاسم أي لقولهم بذلك (١).
ويزاد في حق المخلوق هو من لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب وأفعاله كلها حسنة ، وقد أشار الإمام عليهالسلام إلى هذه المعاني بقوله : «هو لغة : الإنصاف ، واصطلاحا : ما قال الوصي» أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لمن سأله عن التّوحيد والعدل فقال : (التّوحيد أن لا تتوهّمه «والعدل أن لا تتّهمه») أي الباري تعالى وهذا الكلام من أفصح القول وأبلغه وأجمعه للمعاني وأوضحه ألا ترى كيف أحاط عليهالسلام بحقيقة التوحيد والعدل في هذا اللفظ القريب وأتى في ذلك منه بأعجب عجيب إذ لا توحيد لمن توهم الله سبحانه ولا يوصف بعدل من اتهمه جل وعلا في فعله.
(فصل)
«في حقيقة الحسن والقبيح مطلقا» أي عقليّا أو شرعيّا.
«الحسن ما لا عقاب عليه» سواء كان واجبا أو مندوبا أو مباحا وهذا أحسن حدوده.
«والقبيح ضده» وهو ما يعاقب عليه فاعله ويزاد فيه على بعض الوجوه ليدخل في القبيح صغائر الذنوب والقبائح الواقعة من الصبيان (٢) والمجانين فإنها توصف بالقبح عند بعضهم ولا عقاب عليها وهذا أيضا أحسن حدوده لوضوحه وقل ألفاظه وعلى هذا لا واسطة بين الحسن والقبيح.
قال عليهالسلام : «قال أئمتنا عليهم» «السلام وموافقوهم» من الزيدية والبصرية من المعتزلة «لا يقبح الفعل» عقليّا كان أو شرعيّا «إلّا لوقوعه على وجه من الظلم ونحوه» كالكذب والعبث والجهل وكفر النّعمة.
قال النجري : وضابطه أن نقول : الوجه الذي إذا وقع عليه الفعل كان قبيحا إما أن يكون من حيث تعلّقه بغيره أو من حيث الفعل نفسه.
فالأول الكذب والجهل إذ وجه قبحهما كون متعلّقهما لا على ما هو به ،
__________________
(١) في بعض النسخ لقولهم بالعدل.
(٢) في نسخة المؤلف الواقعة من الصبيان (ومن لا عقل له).