أو كذّبه أو ردّ آية من كتابه كفر إجماعا.
(تنبيه) قد تقدمت الإشارة إلى أن وجه قبح القبيح الشرعي كوجه قبح القبيح العقلي ، ووجه حسن الحسن الشرعي كوجه حسن الحسن العقلي ولم نبسط فيه الكلام فحسن البسط في ذلك لوقوع خلاف بعض المعتزلة وغيرهم في ذلك فنقول :
وجه قبح القبيح الشرعي كالزنا وشرب الخمر عند قدماء أئمتنا عليهمالسلام هو كونه كفرا لنعمة المنعم وكفران النعمة قبيح عقلا بيانه : أن امتثال أمر المالك المنعم واجب عقلا لمكان نعمته فامتثال أمره شكر لنعمته إذ الشكر يكون باللسان والجنان والأركان ، وإذا ثبت ذلك ثبت أن ترك امتثال أمره وعصيانه يكون كفرا.
وعلى مثل هذا يكون وجه حسن الحسن الشرعي كالصلاة والصيام وهو كونه شكرا للمالك المنعم بامتثال أمره ، وإلى مثل هذا الذي ذكرناه في القبيح الشرعي والحسن الشرعي ذهب أبو القاسم البلخي وطائفة من البغداديين حكاه عنهم القاضي عبد الله بن زيد العنسي في المحجة البيضاء قال :
ويظهر كثيرا في كلام أصحابنا البصريين : أن العبادات شكر لنعم الله تعالى ، قال : وهو قول الطائفة الكثيرة من أهل البيت عليهمالسلام انتهى.
وحكى أبو مضر عن أهل البيت عليهمالسلام أنهم يقولون (١) إن الشرعيات من العبادات ونحوها وجبت عقلا كالعقليّات سواء والسمع إنما كان شرطا للأداء لا للوجوب ذكره في شمس الشريعة وهو معنى كونها وجبت شكرا.
وقال القاسم بن إبراهيم عليهالسلام : إن الله خلق عباده العقلاء المكلفين لعبادته ، قال : والعبادة تنقسم إلى ثلاثة وجوه :
أولها : معرفة الله سبحانه.
والثاني : معرفة ما يرضيه وما يسخطه.
__________________
(١) (أ) ناقص انهم يقولون.