بالمخلوقين من المحاسبة وإيصال الثواب والعقاب إليهم ونحو ذلك.
وهذه الآية من أعظم الدّلائل على أن المراد بالعرش هو الملك والله أعلم.
وقالت «الحشوية : بل العرش سرير. والكرسي دونه» أي أصغر منه «قلنا : لا يحتاج إلى ذلك إلّا المخلوق» للتنعّم عليها لما مرّ من أن الله تعالى غني عن كل شيء.
وقال «الإمام المهدي» أحمد بن يحيى «عليهالسلام وغيره» من المتأخرين «يجوز أن يكونا» أي العرش والكرسي «قبلتين للملائكة عليهمالسلام» كما أن الكعبة قبلة للبشر يتعبّدهم (١) الله سبحانه بتعظيمها ، ثم قال في آخر كلامه : وحمله على التشبيه المجازي أولى.
«قلنا : لا دليل» على ما ذكره المخالف «ولا وثوق برواية الحشوية» مع ما تضمنت من ظاهر العبث حيث قال بعضهم : إن للعرش ألف ألف رأس ونحو ذلك.
(فرع)
«قال أكثر العقلاء» من أهل الإسلام وغيرهم : «والله تعالى ليس بعض خلقه» لما ثبت من أن الله ليس بجسم ولا عرض.
وقال «بعض النصارى : بل اتّحد بالمسيح» عيسى ابن مريم عليهالسلام «فصارا إيّاه» ثم اختلفوا :
فقال بعضهم : اتّحد به مشيئة أي صارت إرادتهما واحدة وكراهيتهما واحدة وإن كانا مختلفين من حيث الذات ، فجوهر اللّاهوت غير جوهر الناسوت وهؤلاء هم بعض النسطورية.
وبعضهم قال : بل اتحد به ذاتا أي صار جوهر اللّاهوت والناسوت
__________________
(١) (ض) تعبدهم.