المسخط له سيقع ، ألا ترى أن ذلك يقبح منه قبل وقوع القبيح كما يقبح منّا أن نعاقب بالضرب والإيلام من لم يأت ما (١) يستحق ذلك منه فإذا كان كذلك لم يجز منه تعالى أن يسخط على المؤمن حيث (٢) علم أنه سيكفر في آخر عمره.
وأما سليمان بن جرير فقد سلك طريقة ما سلكها أحد من الأئمة والعلماء سوى هذه الفرقة المجبرة أعلم ذلك. انتهى كلام الهادي عليهالسلام.
قلت : ومراد الهادي عليهالسلام أن السخط والولاية مستحقّة على الأعمال أي أعمال المكلف.
وما حكاه عن سليمان بن جرير أن الإرادة من صفات الذات يريد أن السخط والولاية مستحقّان لذات المكلف لا بالنظر إلى فعله ، وهذا مذهب المجبرة والله أعلم.
(فصل)
والمعنى : أنه تعالى خلقها وهو عالم بها على وفق الحكمة والصواب لا عن غفلة وسهو «خلافا لمن أثبت له تعالى إرادة مخلوقة غير مرادة» (٣) وكذلك كراهة مخلوقة غير مرادة (٤) توجب للشيء كونه مكروها ، وهم من تقدّم ذكره من المعتزلة (٥) «لنا» عليهم «ما مر» من بطلان ذلك.
__________________
(١) (ض) بما يستحق.
(٢) (أ) من حيث.
(٣) (ض) غير مراده.
(٤) عبارة السيد أحمد بن محمد لقمان رحمهالله تعالى في شرحه على الأساس غير مرادة في نفسها تمت.
(٥) قالوا لأنّ الإرادة جنس الفعل وجنس الفعل لا يحتاج إلى إرادة يبين ذلك أن الإرادة لا تقع مقصودة وإنما تقع تبعا ألا ترى أن الآكل إذا أراد الأكل فإن إرادته تابعة للأكل لا أنها مقصودة بل المقصود هو الأكل ثم ما يدعو إليه يدعو إلى إرادته فكذلك الحال في غير الأكل وقد بسط القاضي عبد الجبار بن أحمد والسيد مانكديم الكلام على المسألة في شرح الأصول الخمسة ص ٤٣١ إلى ٤٧٣ الطبعة الثانية سنة ١٤٠٨ ه ، ١٩٨٨ م مطبعة أم القرى القاهرة.