«وخلافا لمن قال : يجوز عليه تعالى البدء إذ هو فرع الغفلة» والغفلة عرض وهم فرقة من الروافض.
وقد روي أن أول من أحدث هذه المقالة : المختار بن أبي عبيد الثقفي والله أعلم.
وقيل : إن مرادهم بالبدء النسخ حكى ذلك النجري عن الشريف الموسوي وهو قريب والله أعلم.
«قلنا : الفكرة والغفلة» وكذلك المعاني التي زعمها الكرامية في صفاته تعالى «لا تحل إلّا في الأجسام ، وقد ثبت بما مرّ أنه تعالى ليس بجسم» ولما كان اللوح الذي ذكره الله في القرآن من مظان شبهة المشبهة ذكره عليهالسلام فقال : «جمهور أئمتنا عليهمالسلام» كالقاسم وولده محمد والهادي والحسين بن القاسم العياني عليهمالسلام وغيرهم «واللّوح» المذكور في القرآن «عبارة عن علمه تعالى» ولا لوح على الحقيقة بل هو مجاز وتمثيل لأنّ المخلوق إنما يعقل حفظ الكلام عن الزيادة والنقصان بكتابته في لوح أو نحوه.
قال القاسم بن إبراهيم عليهالسلام : وأما اللوح المحفوظ فهو علم الله المعلوم.
وقالت «الحشوية» وبعض المعتزلة» بل هو على حقيقته وهو أوّل مخلوق» من زبرجدة خضراء ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة نظرة يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويعزّ ويذلّ ويفعل ما يشاء.
قال الكسائي : أرادوا ينظر فيه إسرافيل.
قال الإمام المهدي عليهالسلام : (وهو صحيح لما روي عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم) «ما من شيء قضاه الله إلّا وهو في اللوح المحفوظ وهو بين يدي إسرافيل لا يؤذن له بالنظر فيه حتى تعرق جبهته» «قلنا» ذلك يتضمن الحاجة إلى حفظ ما هو كائن وما يكون و «لا يحتاج إلى الرصد» أي كتابة ذلك وحفظه في لوح «إلا ذو غفلة» وسهو «وقد بطل بما ذكرناه آنفا أن يكون الله كذلك» أي ذا غفلة وسهو لكونهما عرضين يختصّان بالأجسام.