«وقولكم : إنه أول مخلوق معارض برواية عن بعض أكابر أهل البيت عليهمالسلام عن النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «أن أول ما خلق الله فتق الأجواء» والأجواء جمع جوّ ، والجوّ الهوى ومعنى فتق الأجواء : أي الهوى المفتوق وليس المراد فتق ما كان مرتتقا وهذا الخبر ذكره السيد حميدان عليهالسلام عن أهل البيت عليهمالسلام جملة قالوا : ثم خلق الله سبحانه بعد خلق الهوى الماء ثم خلق الرياح حركت ذلك الماء حتى أزبد ، ثم خلق النار فأحرقت ذلك الزبد ، ثم خلق الأرض من الحراقة والسماء من الدخان.
«واشتهر» هذا «عن الوصي صلوات الله عليه» وسلامه في خطبته المشهورة في نهج البلاغة.
«وهو» أي القول بأن أول مخلوق الهوى «توقيف» أي مسموع عن النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه لا مساغ للعقل والاجتهاد في ذلك «فإن سلّمنا التعادل» بين الروايتين على استحالته «فالعقل يقضي» أي يحكم «بعدم صحة حالّ» وهو اللوح «لا في محل» أي لا في هوى ولا في أرض ولا في سماء فبطلت روايتهم بحكم العقل.
وقال الإمام «المهدي عليهالسلام» أحمد بن يحيى : «يجوز» أن يكون اللوح على حقيقته ويكون «لتعليم الملائكة عليهمالسلام» بما يقضيه الله سبحانه في عباده.
«قلنا : لا دليل على ذلك ولا وثوق برواية الحشوية» حيث لم يروه غيرهم من الثقات «وإن سلّم» أنه قد روي ذلك «فمعارض برواية الهادي عليهالسلام عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «أن الله سبحانه يلقي ما يريد من وحيه إلى الملك ثم يلقيه الملك إلى الذي تحته أو كما قال» لفظ الهادي عليهالسلام جوابا لمن سأله :
واعلم هداك الله أن القول فيه عندنا كما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه سأل جبريل عليهالسلام عن ذلك فقال : آخذه من ملك فوقي ويأخذه الملك من ملك فوقه ، فقال : كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه؟ فقال جبريل : يلقى في قلبه إلقاء ويلهمه الله إلهاما» وكذلك هو