الإثبات «أي» هو تعالى «فاعل للعصاة ضد الانتقام» أي ضد المعاقبة «من إسبال النعم» عليهم «والتمهيل» لهم «وقبول توبة التّائب» منهم ونحو ذلك من التفضلات.
وقال «أبو هاشم : بل» هما «صفتا نفي» أي راجعة إلى النفي «أي تارك الانتقام» من العاصين عقيب عصيانهم أي لا يعجّل بالانتقام منهم.
قال عليهالسلام : «قلت : وهو الحق لأنه معناه لغة» أي في لغة العرب لأنهم يقولون : حلم فلان عن فلان أي لم يعاقبه أو لم يعجل بعقوبته ، وكذلك غفر له أي لم يعاقبه.
(فرع)
«والله خالق ما سيكون» وإن كان صفة فعل فهو «حقيقة وفاقا لبعض أهل العربية وأبي هاشم ، فلا يفتقر» إطلاقه على الله سبحانه وتعالى «إلى السمع» لكونه حقيقة هذه الرواية عن أبي هاشم رواها الإمام المهدي عليهالسلام في الدامغ فقال :
قال أبو هاشم : بل حقيقة في الماضي والمستقبل كالحال لأنها صفات لمن صدر منه الفعل مطلقا من غير نظر إلى زمان.
وفي هذه الرواية نظر لما سيأتي قريبا إن شاء الله تعالى وقد بسطنا الكلام في الشرح فليرجع إليه.
وقال «الجمهور» من علماء أهل علم الكلام وغيرهم :
«بل مجاز» في حقه تعالى وفي غيره «لعدم حصول معنى المشتق منه وهو الخلق» لأنه مشتق من الخلق فوجب أن يتبع حال الحدوث كما في أسود وأبيض ونحوهما فإنها لمّا كانت مشتقة من السواد والبياض ونحوهما لم يسمّ أسود وأبيض إلّا ما فيه سواد أو بياض حال الوصف ، ولا يوصف بذلك محل سواد قد عدم عنه أو سيوجد ، قالوا : وهذا معلوم من اللغة ، «ولافتقاره إلى القرينة» إذ لو أطلق لفظ خالق ونحوه لم يفهم منه إلا حصول مضمونه وقت التكلم أو في الماضي ، وأما المستقبل فلا يفهم منه إلّا بقرينة وهذا في اشتقاق