(فائدة) : قال في كتاب الباهر المصنف على مذهب الناصر عليهالسلام ما لفظه : اختلفوا في الواحد هل هو من العدد أو لا (١).
فقال أهل الهندسة والحساب : أوّل العدد اثنان لأنه يحتمل التّضعيف والتّنصيف والواحد يقبل التضعيف ولا يقبل التنصيف وكذلك ما لا نهاية له لا عدد له لأنه لا يقبل لا التضعيف ولا التنصيف.
وقال قوم : أول العدد الواحد لأنه منه يبدأ وعليه يبنى ، والجميع يتفقون على أنه تعالى واحد ليس من طريق العدد لأن ما يكون من طريق العدد يبدأ به ويضم نوعه وجنسه ومثله إليه فيعدّ وهو تعالى منفرد (٢) بذاته لا ثاني له فيعدّ معه ولا يذكر مع غيره تعظيما له بل يعرف بذكره ويذكر غيره ولهذا قال تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) (٣) فرد الكناية إليه وحده دون الرسول فاعرف ذلك. انتهى.
قلت : وهذا حق ولهذا أنكر ابن عباس على الرجل الذي قال بين يديه ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى فنهاه عن ذلك فقال قل : ومن يعص الله ورسوله فقد غوى. رواه في أصول الأحكام.
وروى عدي بن حاتم : أن رجلا خطب عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «بئس الخطيب أنت قل : ومن يعص الله ورسوله» رواه مسلم ، ولأبي داود قريبا منه ، وللنسائي كذلك.
(فصل)
في الفرق بين صفات الذّات وصفات الفعل
قال عليهالسلام : «وصفات الذات نحو قادر» وحيّ وعالم وسميع
__________________
(١) (ض) أم لا.
(٢) (ض) واحد منفرد.
(٣) التوبة (٦٢).